أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ الوَاقِعَةُ
”سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ“
”إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا“
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةِ الأَكْوَانِ، المُتَفَرِّعِ مِنْ نُورِهِ مَا يَكُونُ وَمَا كَانَ، بَحْرِ نُورِكَ المُنَزَّهِ عَنِ التَّحْدِيدِ، المُبَرَّإِ عَنْ رِبْقَةِ الإِطْلاَقِ وَالتَّقْيِيدِ، عَيْنِ كُلِّ الأَعْيَانِ، المُتَدَفِّقِ مِنْ أَصْلِ النُّقْطَةِ الأَزَلِيَّةِ، المُتَجَلِّي بِمَا هُوَ ظَاهِرٌ لِسَائِرِ البَرِيَّةِ، الَّذِي بَرَزَتْ لِلْعِيَانِ حَقَائِقُهُ المُحَمَّدِيَّةُ، الفَرْعُ الزَّاهِرُ الزَّاهِي، بَلِ الأَصْلُ البَاهِرُ الإلَهِيُّ، فَيْضُ الأَمَاكِنِ وَالأَزْمَانِ، وَيُنْبُوعُ المَعَانِي وَالعِرْفَانِ، فَهُوَ جِنَانٌ وَالأَنَامُ أَثْمَارُهُ، أَوْ رَوْضٌ وَبُرُوقُ الخَلْقِ أَنْوَارُهُ، بَلْ هُوَ سَمَاءُ الوُجُودِ أَضَاءَتْ فِي لَيْلِ الأَكْوَانِ بُدُورُهُ وَأَقْمَارُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا آنْتَشَرَ عَلَى لَوْحِ الوُجُودِ سِرُّ الأَلْوَانِ وَآنْفَلَقَ مِنْ عَالَمِ الجَبَرُوتِ لَطَائِفُ المَلَكُوتِ وَكَثَائِفُ الأَعْيَانِ، نَسْأَلُكَ بِبُطُونِ ذَاتِكَ عَنِ الشُّهُودِ، وَظُهُورِ آيَاتِكَ لِلْوُجُودِ، أَنْ تَجْعَلَ فِي الصَّلَاةِ قُرَّةَ عَيْنِي، كَيْ يَتَحَقَّقَ جَمْعِي وَيَزُولَ بَيْنِي وَتَثْبُتَ فِي شُهُودِيَ العَيْنُ بَدَلًا عَنْ غَيْنِي، وَنَسْأَلُكَ بِوَحْدَانِيَّتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى التَّنَزُّلِ الأَوَّلِ وَالظُّهُورِ الثَّانِي، قَبْضَةِ نُورِكَ الأَزَلِيِّ وَسِرِّ سَائِرِ الأَوَانِي.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مِرْآةِ الحَقَائِقِ، مِصْبَاحِ نُورِكَ المُمْتَدِّ ضِيَاؤُهُ إلَى أَجْزَاءِ الخَلَائِقِ، مَنْ تَجَلَّيْتَ عَلَيْهِ بِلَا فَاصِلٍ وَلَا فَارِقٍ حَتَّى قُلْتَ: ”إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ“، فَأَسْبِلِ اللَّهُمَّ علَيَّ حُلَّةَ سَنَاهُ وَحِلْيَةَ بَهَاهُ كَيْ يُسْقَى عَدَمِي بِمَاءِ وُجُودِهِ وَتَنْتَعِشَ رُوحِي بِعَذْبِ مَوْرُودِهِ، فَيَنْطَوِيَ فِي حُضُـورِيَ غَيْبِي فَأَقُولَ كَقَوْلِهِ: ”لِي وَقْتٌ لَا يَسَعُنِي فِيهِ إِلَّا رَبِّي“، وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ عَدَدَ فَيْضِكَ الرَّحْمَانِيِّ، المُتَدَفِّقِ مِنْ عَالَمِ الجَبَرُوتِ عَلَى هَذَا العَالَمِ الفَانِي، فَقُلْتَ: ”الرَّحْمَانُ عَلَى العَرْشِ آسْتَوَى“ فَإِخْتَفَى عَدَمُ الخَلْقِ فِي وُجُودِكَ وَإِنْطَوَى، فَقُلْنَا لَا مَوْجُودَ غَيْرُكَ، وَمَا فِي الشُّهُودِ إلَّا بِرُّكَ وخَيْرُكَ، فَأَحْجُبِ اللَّهُمَّ بَصَائِرَنَا عَنِ العَدَمِ، وَكَحِّلْ أَبْصَارَنَا بِنُورِ القِدَمِ، وَأَوْقِدْ لَنَا نُورَ التَّوْحِيدِ مِنْ شَجَرَةِ ”فأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ“ حَتَّى لَا نَرْضَى بِصُحْبَةِ غَيْرِكَ وَلَا نَرَاهُ.
الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ الوُجُودِ وَعَيْنَ الوُجُودِ وَمِفْتَاحَ الشُّهُودِ أَيُّهَا المَظْهَرُ الأَتَمُّ وَالنُّورُ الأَكْمَلُ الأَعَمُّ، يَا مَنْ أُسْرِيَ بِكَ إِلَى سِدْرَةِ المُنْتَهَى حَتَّى كُنْتَ ”قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى“، فَآنْطَوَى لَيْلُ البَشَرِيَّةِ فِي نَهَارِ تِلْكَ الذَّاتِ العَلِيَّةِ، ”فَأَوْحَى إِلَيْكَ مَا أَوْحَى“ وَإِنْبَعَثَتْ إلَيْنَا أَشِعَّةُ ذَلِكَ النَّهَارِ، وَأَشْرَقَتْ عَلَى عَدَمِنَا الشُّمُوسُ مِنْكَ وَالأَقْمَارُ، فَوُجُودُنَا وُجُودُكَ وَشُهُودُنَا شُهُودُكَ، وَنَحْمَدُ اللهَ حَمْدًا يَلِيقُ بِجَمَالِهِ، وَنَشْكُرُهُ شُكْرًا يُنَاسِبُ إِنْعَامَهُ وَإِفْضَالَهُ، وَنُصَلِّي وَنُسَلِّمُ عَلَى الخُلَفَاءِ فِي الشَّرِيعَةِ، وَالأَحْكَامِ المُطَهَّرَةِ المَنِيعَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ الآلِ وَالأَصْحَابِ الأُولَى غَرَفُوا مِنْ بَحْرِ حَقَائِقِهِ الوَاسِعَةِ الرَّفِيعَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَعَلَى أَزْواجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ وَذُرِّيَاتِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، ”وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ“.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
آيَةُ الكُرْسِيِّ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
”رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ“
”رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ“
”لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ“
”إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا“
”صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا“
اللَّهُمَّ صَلِّ أكْمَلَ صَلَوَاتِكَ وَسَلِّمْ أَتَمَّ سَلَامِكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ بَحْـرِ الجُودِ وَكَنْـزِ الوُجُودِ وَمِحْوَرِ الشُّهُودِ وَإِنْسَانِ عَيْنِ الوُجُودِ، وَالسِّرِّ السَّارِي فِي جَمِيعِ الوُجُودِ بِعَدَدِ تَجَلِّيَاتِ اللهِ فِي الوُجُودِ، صَلَاةً تَفْتَحُ لَنَا بِهَا فِي مَيَادِينِ المَعْرِفَةِ كُلَّ بَابٍ، وَتُزِيلُ بِهَا عَنْ قُلُوبِنَا كُلَّ حِجَابٍ، وَتُسَهِّلُ بِهَا عَنَّا فِيكَ السَّيْرَ، وَتَقْلَعُ بِهَا مِنْ قُلُوبِنَا جُذُورَ الغَيْرِ حَتَّى لَا يَبْقَى لَدَيْنَا فِي الوُجُودِ إِلَّا وُجُودُكَ وَفِي الشُّهُودِ إِلَّا شُهُودُكَ، وَتُعْلِي لَنَا بِهَا الدَّرَجَاتِ، وَتُطَيِّبُ لَنَا بِهَا الأوْقَاتِ، وَتُسْعِدُنَا بِهَا فِي الحَيَاةِ وَبَعْدَ الوَفَاةِ، وَتَهْدِي بِهَا مِنَّا القَلْبَ، وَتُفِيضُ عَلَيْهِ مِنْ مَكْنُونِ عِلْمِ الغَيْبِ، فَيَزْدَادُ بِهَا يَقِينًا وَرُسُوخًا وَتَمْكِينًا، وَتَكْسُونَا بِهَا أَعْظَمَ حُلَّةٍ مِنَ التَّوْفِيقِ لِلْعَمَلِ بِشَرْعِكَ المُقَـدَّسِ وَأَعْلَى خِلْعَةً مِنْ نُورِ بَهَائِكَ الأَقْدَسِ، وَتُتَوِّجُنَا بِهَا بِتَاجِ مَحَبَّتِـكَ السَّنِيَّةِ وَدَوَامِ الشَّـوْقِ إِلَى حَضْرَتِكَ العَلِيَّةِ حَتَّى نَسْتَوْجِبَ مِنْكَ فِي الدَّارَيْنِ الإِكْرَامَ وَالوَفَاةَ عَلَى الإِيمَانِ التَّامِّ وَحُسْنِ الخِتَامِ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَتَابِعِيهِمْ بِإحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ الإِخْلَاصِ ”ثَلَاثًا“ ثُمَّ المُعَوَّذَتَيْنِ ”مَرَّةً“ ”مَرَّةً“ بِالبَسْمَلَةِ ثُمَّ الفَاتِحَةَ
”سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ“
إِلَاهِي قَدْ غَمَرَتْنِي أَمْوَاجُ بَحْرِ كَرَمِكَ الزَّاخِرِ الَّذِي لَا يَتَنَاهَى، فَأَحْرِسْنِي فِيهَا حَتَّى لَا أَطْغَى بِهَا وَثَبِّتْهَا لَدَيَّ بِتَوْفِيقِي لِشُكْرِكَ عَلَيْهَا فَأرَاهَا مِنْكَ وَإليْكَ وَأكُونُ فِيهَا دَاعِيًا بِكَ إِلَيْكَ إِذْ رَحْمَتُكَ جَاءَتْ بِي إِلَيْكَ وَفَضْلُكَ دَلَّنِي عَلَيْكَ وَالكَرِيمُ إِذَا أَعْطَى أَجْزَلَ العَطَاءَ وَرَفَعَ عَنْ عَظِيمِ آيَاتِ جُودِهِ الغِطَاءَ وَكَيْفَ لَا وَأَنْتَ أَكْرَمُ الأَكْرَمِينَ.
إِلَاهِي مَاذَا عَسَانِي أَسْأَلُ وَبِكَ نَطَقَ لِسَانِي وَفِي أَيِّ شَيْءٍ أَرْغَبُ وَبِيَدِكَ نَاصِيَةُ جَنَانِي فَأَطْلِقِ اللَّهُمَّ لِسَانِي بِالقَوْلِ السَّدِيدِ وَاهْدِ جَنَانِي لِمَا يَتَكَفَّلُ لَهُ فِي نِعْمَةِ شُهُودِكَ وَالأُنْسِ بِكَ بِالمَزِيدِ، رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِّي مِنْكَ وَزِيرًا يُسَاعِدُنِي عَلَيْكَ وَيُؤَدِّبُنِي بَيْنَ يَدَيْكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
إِلَاهِي أَنْتَ الوَاحِدُ الأَحَدُ الَّذِي تَنَزَّهَ عَنِ الشَّرِيكِ وَالنِّدِّ تَعَرَّفْتَ بِنَفْسِكَ لِنَفْسِكَ وَمَتَّعْتَ مَنْ قَرَّبْتَ بِلَذَّةِ أُنْسِكَ وَأَشْهَدْتَ مَنْ أَحْبَبْتَ أَحَدِيَّةَ قُدْسِكَ فَأَغْرِقْنِي يَا بَاطِنُ فِي بُطُونِ بِحَارِ أَحَدِيَّةِ ذَاتِكَ وَاسْقِنِي مِنْ حِيَاضِ مَعَالِمِ عَوَالِمِ بَحْرِ نُورِكَ الأَعْظَمِ وَكَنْزِ سِرِّكَ المُطَلْسَمِ حَتَّى لَا يَبْقَى لِلْسِّوَى عَلَى قَلْبِي سَبِيلٌ وَاسْقِنِي مِنْ مَخْتُومِ رَحِيقِ خَمْرِ شُهُودِكَ سَلْسَبِيلًا وَأَخْرِجْنِي يَا ظَاهِرُ بِكَ لِعَوَالِمِ المَظَاهِرِ الَّتِي حَجَبْتَ عَنْهَا مَنْ قَامَ فِيهَا بِنَفْسِهِ وَأَوْضَحْتَ مَعَالِمَهَا لِمَنْ كَانَ أَكْبَرَ هَمُّهُ مَعْرِفَةَ نَفْسِهِ وَالتَّمَتُّعِ بِلَذَّةِ أُنْسِهِ وَحَقِّقْنِي يَا حَقُّ بِحَقِيقَةِ أَسْمَائِكَ وَصِفَاتِكَ حَتَّى أَكُونَ لَابِسًا خِلْعَةَ الحُضُورِ مَعَكَ فِي سَائِرِ تَجَلِّيَاتِكَ، رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِّي مِنْ لَّدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا.
إِلَاهِي إِنَّ كَمَالَ العَارِفِ بِدَايَةُ الكَمَالِ وَالوُصُولَ إِلَى نِهَايَةِ نَوَالِكُمْ دَرَجَةٌ لَا تُنَالُ وَأَنَا أَعْجَزُ مِنْ أَنْ أَعْرِفَ مَا فِيهِ نَفْعِي وَضُرِّي مِنْ مَطَاعِمِ مَوَائِدِ الإِنْعَامِ، تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، فَأَوْهِبْنِي يَا وَهَّابُ أَعْظَمَ حُلَّةٍ كَسَوْتَهَا لِأَهْلِ النِّسْبَةِ الإِلَاهِيَّةِ الطَّاهِرَةِ مِنَ المُتَقَدِّمِينَ مِنْ بَحْرِ نَوَالِكَ الأَعْظَمِ، وَكُنِ اللَّهُمَّ سَمْعِي وَبَصَرِي وَيَدِي وَرِجْلِي تُلَبِّي قَوْلِي وَتُجِيبُ سُؤْلِي إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ.
إِلَاهِي إِنَّ بِدَايَةَ الخِذْلَانِ الغَفْلَةِ وَمَعْصِيَّتُكَ هِيَّ بَذْرَةُ العِلَّةِ فَأَعِذْنِي مِنْ كُلِّ مَا يَشْغَلُنِي عَنْكَ وَيُبْعِدُنِي مِنْكَ وَسَيِّرْنِي فِي مِنْهَاجِ شَرِيعَتِكَ الأَقْوَمِ وَأَلْبِسْنِي أَعْظَمَ حُلَّةٍ مِنْ نُورِكَ الأَعَزِّ الأَعْظَمِ وَمَكِّنِّي فِي تَلْوِينِ تَجَلِّيَاتِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ حَتَّى لَا تَقَعَ عَيْنِي إِلَّا عَنْ ذَاتِ الذَّاتِ وَغَيِّبْنِي فِيهَا بِكَ عَنْهَا وَتَوَلَّنِي بِالحِفْظِ وَالرِّعَايَةِ وَالتَّأْيِيدِ وَالتَّمْكِينِ وَأَنْتَ تَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.
إِلَاهِي أَنْتَ الآخِذُ بِنَوَاصِي القُلُوبِ إِلَيْكَ أَمْرُهَا وَبِيَدِكَ أَزِمَّتُهَا فَأَوْفِرْ حَظَّ قَلْبِي مِنْ مَحَبَّتِكَ الخَالِصَةِ مِنْ شَوَائِبِ العِلَلِ حَتَّى لَا يَكُونَ لَهُ أُنْسٌ إِلَّا بِكَ وَلَا رَاحَةٌ إِلَّا فِي تَجَلِّيكَ عَلَيْهِ وَتَعَرُّفَكَ إِلَيْهِ وَاجْعَلِ اللَّهُمَّ سُكْنَاهُ فِي سُرَادِقَاتِ عِــزِّ الأُنْسِ بِكَ وَالتَّمَتُّعِ بِلَذَّةِ شُهُودِ سَنَاكَ وَاسْقِهِ مِنْ مَنَاهِلِ مَعَالِمِ المَعَارِفِ اللَّدُنِيَّةِ العَذْبَةِ عَلَلًا حَتَّى يَكُونَ مَنْبَعًا فَيَّاضًا بِكُلِّ ضُرُوبِ الحِكْمَةِ وصُنُوفِ العِلْمِ يَا عَزِيزُ يَا وَهَّابُ.
إِلَاهِي كَمْ عَصَيْتُ وَسَتَرْتَ وَكَمْ أذْنَبْتُ وَغَفَرْتَ، غَطَّيْتَ بِرِدَاءِ سِتْرِكَ عُيُوبِي وَمَحَوْتَ بِيَدِ عَفْوِ رَحْمَانِيَّتِكَ ذُنُوبِي وَكَشَفْتَ بِعَظِيمِ لُطْفِ إِنْعَامِكَ خُطُوبِي فَنِعْمَ الرَّبُّ أَنْتَ َتَغْفِرُ الذُّنُوبَ وتَسْتُرُ العُيُوبَ وَتَكْشِفُ الكُرُوبَ فَارْحَمِ اللَّهُمَّ ضُعْفِي وَأَبْرِئْ سَقَمِي وَأَدِمْ عَلَيَّ نِعْمَةَ المُعَافَاةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِيرٌ.
إِلَاهِي أَنْتَ غِيَاثِي فَعَلَيْكَ تَوَكُّلِي وَبِكَ عِيَاذِي فَأَنْتَ وِقَايَتِي وَأَنْتَ المَلْجَأُ وَالمُرْتَجَى لِكُلِّ مُضْطَرٍّ فَمِنْكَ أَسْتَمِدُّ حِمَايَتِي فَأَدِمْ إِلَاهِي عَلَى عَبْدِكَ الضَّعِيفِ المِسْكِينِ كَرَامَةَ بِرِّكَ وَنَدَاكَ وَلَبِّ نِدَاءَهُ إِذَا مَا نَادَاكَ وَأَجِبْ دُعَاءَهُ إِذَا مَا دَعَاكَ بِإِنْجَازِ وَعْدِ قَوْلِكَ الحَقِّ وَكَلَامِكَ الصِّدْقِ، ”وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ“ ”أَغِثْنِي يَاغِيَاثَ المُسْتَغِيثِينَ“ ”ثَلَاثًا“،”وَأَنْجِدْنِي يَا رَاحِمَ المُسْتَضْعَفِينَ“ ”ثَلَاثًا“ وَأَعِذْنِي مِنْ مَكْرِ المَاكِرِينَ وَسَطْوَةِ الظَّالِمِينَ وَكَيْدِ الشَّيَاطِينِ وَأَسْكِنِّي فِي سُرَادِقَاتِ حِصْنِ لُطْفِكَ الخَفِيِّ كَمَا يقْتَضِيهِ جُودُكَ وَيَتَطَلَّبُهُ كَرَمُكَ حَتَّى لَا أَشْعُرَ عِنْدَ الإِقْتِضَاءِ بِمُرِّ القَضَاءِ وَأَرْضِنِي اللَّهُمَّ بِمَا قَسَمْتَهُ لِي أَزَلًا وَأَوْفِرْ حَظِّي مِنَ الصَّبْرِ فِيمَا جَرَتْ بِهِ المَقَادِيرُ فَلَكَ الأَمْرُ وَبِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِيرٌ.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى مَنْبَعِ المَظَاهِرِ الكَوْنِيَّةِ قَبْضَةِ نُورِكَ الأَزَلِيِّ الَّتِي تَعَرَّفْتُ بِهَا إِلَيْكَ وَدُلِلْتُ بِهَا عَلَيْكَ بِعَدَدِ مَا اقْتَضَتْهُ الحِكْمَةُ مِنْ تَحَوُّلِ كَهَارِبِ الذَّرِّ فِي مَيْدَانَيْ تَجَلِّيَاتِ جَمَالِكَ وَجَلَالِكَ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ فِي عِلْمِكَ وَعَلَى الآلِ وَالأَصْحَابِ أَعْلَامِ الإِهْتِدَاءِ وَنُجُومِ الإِقْتِدَاءِ، وَارْضَى اللَّهُمَّ عَنْ كُلِّ تَابِعٍ لَهُمْ وَمُقْتَفٍ لِآثَارِهِمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ سِيَّمَا تَاجُ الأَوْفِيَاءِ وَنِبْرَاسُ الأَتْقِيَاءِ بَابُنَا إِلَيْكَ وَشَفِيعُنَا بَيْنَ يَدَيْكَ مَنْ بِيَدِهِ مَقَالِيدُ مَعَالِمِ مَعَارِفِكَ اللَّدُنِيَّةِ وَعَوَارِفِكَ الرَّبَّانِيَّةِ مَنْ مَنَنْتَ عَلَيْهِ بِالجُلُوسِ عَلَى كُرْسِيِّ الخِلَافَةِ المُحَمَّدِيَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدُ المَدَانِي فَأَدِمِ اللَّهُمَّ كَرَامَتَهُ وَأَجْزِلْ ثَوَابَهُ وَكُنِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلَهُ كَمَا كُنْتَ لِرَسُولِنَا الأَكْرَمِ وَنَبِيِّنَا الأَعْظَمِ المُعَظَّمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَعَلَى كُلِّ مَنِ اقْتَفَى أَثَرَهُ وَسَارَ عَلَى مِنْوَالِهِ مِنَ المُنْتَسِبِينَ إِلَى طَرِيقَتِهِ المَدَنِيَّةِ وَكَافَّةِ أَفْرَادِ الأُمَّةِ المُحَمَّدِيَّةِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
ثُمَّ الدُّعَاءُ سِرًّا مُؤَمَّنٌ بِسِرِّ الفَاتِحَةِ
”اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ“
”سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ“
”اللَّهُمَّ يَا مَنْ جَعَلْتَ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ مِنَ القُرُبَاتِ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِكُلِّ صَـلَاةٍ صُلِّيَتْ عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِ النَّشْأَةِ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ لِلْكَمَالَاتِ“ ”ثَلَاثًا“
”سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ“
”لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللهُ“ ”ثَلَاثًا“ ”مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهُ“
”صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ“
اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين والحمد لله رب العرش العظيم
ردحذف